Tuesday, February 20, 2007

!مع مهابوف .. رحلة إلى مصر

يقول الرحالة العالمى "مهابوف سيدوفسكي" في كتابه الشهير "هما هبو بعض" متحدثا عن مصر

يقولون أن لكل مشكلة حلا ، أو أن هناك حلا لكل مشكلة .. لا أدري حقا ما هو الترتيب الأنسب .. ربما يقول البعض أن الثاني هو الأنسب لأنه يقدم الحل أولا على المشكلة مما يضفي القليل من التفاؤل ، وهو ما لا يراه الآخرون الذين يرون في الأول وما به من تقديم للمشكلة على الحل تنبيها قويا لوجود المشكلة ، مما يشحذ الانسان ويدفعه للبحث عن حل ما للمشكلة
حسنا .. تريد رأيى الخاص ؟ .. دعك من كل هذا الهراء السابق ، فلا أراه سوى مشكلة كبيرة في حد ذاته .. فقط من الضروري الانتباه للمشاكل ومحاولة حلها بشتى السبل المشروعة منها والميكيافلية

ولكن المهم هنا من كل هذا "الرغي" ،هو انتفاء صفة الاستحالة عن وجود حلول للمشاكل
لا أدري لماذا ، ولكني ما أنفك أفكر في المشاكل العويصة التي تواجهها الدول حتى تلك المتقدمة منها .. أعمال شغب هنا .. انتحار للشباب .. عواصف وأعاصير .. زلازل وبراكين .. الخ
وأثناء ذلك توقفت عند شعب واحد ودولة واحدة نجح نجاحا مذهلا في التغلب على جميع مشاكله .. هو الشعب المصري
أما عن كيف عرفت ذلك فالجواب سهل .. نعرف دوما أن الفن هو مرآة ثقافة الشعوب .. حسنا .. فقط تابعت الفن المصري لمدة أسبوع واحد ووجدت منه أنهم حقا تغلبوا على كل مشاكلهم .. إلا واحدة يبدو أنها تنغص عليهم حياتهم وتمنعهم من النوم أيضا في بعض الحالات
هذه المشكلة هي مشكلة .. الحب

حقا .. لا يفكر أحد من هؤلاء المصريين في شيء سواه ، ومعهم حق في ذلك ، فلا توجد لديهم تلك المشاكل اللعينة في الدول الأخرى كتزايد نسبة الأمية والجهل والفقر والانحلال .. الخ .. فقط الحب ، كل الحب ، ولا شيء غير الحب

لا تهم الحالة المادية لصاحب المشكلة أبدا .. فاختلاف المستويات المادية والاجتماعية بل وحتى الثقافية لا يهم مطلقا .. فقط ما يهم هو كم تملك من الحب ، وكم تستطيع منحه أو استقباله .. مثلك مثل أي "دش" تجده فوق سطح منزل أحدهم تماما

ولكي تفهموا ما أعني ، دعني أشرح لكم فى البداية بعضا من تلك الأفلام التي شاهدتها هناك وأثارت اهتمامي ودهشتي واعجابي في نفس ذات الوقت

هذا غني وله ما له من الأملاك ويعيش في قصر فاخر ويحيى كالأمراء ؟ .. جميل .. إذن دعني أؤكد لك أنه في حالة من اثنتين لا ثالث لهما .. إما أنه يحب فتاة فقيرة وسيكافح معها من أجل حبهما ، ولكن والده أو والدته يرفض/ترفض بشدة ..مما يدفعه دفعا أن يتنازل عن أمواله الطائلة مقابل فتاته التي اختارها .. دعك طبعا من موافقة أهل الفتاة ، هذه أشياء فرعية لا يسأل عنها مع وجود عريس "لقطة" مثل صاحبنا المهم فقط أن يوافق هو .. في هذه الحالة مثال صارخ لمواجهة المشكلة والتغلب عليها ، فالشاب لا يبالى بالأموال ولكنه يبالى فقط بمشاعره ومشاعر فتاته الهشة .. فقط هو يبالى بالحب ، كل الحب ، ولا شيء غير الحب
الحالة الثانية ينتحر بقطع شرايين معصمه ، ثم يقتل كل من بالبيت حتى الطباخ .. ويتجه لحبيبته ليخبرها فقط كم كان يحبها وأنه يأسف حقا لأن والده – رحمه الله – عارض زواجهما .. ثم يلفظ أنفاسه بين ذراعيها


مثال آخر .. شاب فقير ولا يملك قوت يومه ، ولكنه يذهب للجامعة ويكافح فقط كي تقع بنت الأكابر في حبه .. دعك تماما من كيفية وصوله لهذه المرحلة ، وكيف أنفق على تعليمه من دروس خصوصية ومواصلات وخلافه .. كل هذا لا يهم المهم فقط أنه وصل للجامعة ، وأنه الآن تربطه بتلك الفتاة علاقة حب عميقة .. فكما قلنا لا يوجد مشاكل لدى المصريين سوى تلك المتعلقة بالحب فقط
ربما كان الشاب فقيرا حقا ، وربما كان ينام كل يوم على الأرض بلا عشاء .. وربما كانت أمه تعانى من سرطان غامض حار الأطباء فى علاجه .. ربما أيضا توفي أخيه الأصغر إثر سقوطه في بالوعة مفتوحة في الشارع .. ولكن كل هذا لا يهم .. المهم فقط هو علاج مشكلته مع حبيبته ، التى بدورها ستتكفل بنفقات أمه المريضة بإرسالها إلى دار ممتاز للمسنين ، بل قد يدفعها الحب أيضا إلى الذهاب للبالوعة التى استشهد فيها الأخ الأصغر وتضع عليها إكليلا من الزهور الحمراء .. رمز الحب


معظم الأفلام الباقية متنوعة ، مثلا تجد رجلا وزوجته وكلاهما غاية فى السعادة ، ثم تفاجأ أن الزوجة تحب رجلا آخر ، وأن الزوج يحب امرأة أخرى .. وهنا يسعى كل منهما لقتل الآخر لتطهير شرفه الذي تم تدنيسه .. ثم بعد نجاح أحدهما ، يذهب سعيدا إلى عشيقه ليكمل مع حياته بكل حب

والغريب أيضا والمثير للدهشة ، أنك تجد أنه وعلى الرغم من فقر بعض الشخصيات ، إلا أنك تجد المنزل الذي يعيشون فيه واسعا للغاية .. مما يجعلك تتساءل عن كنه ذلك الفقر الذي يعيشون تحت طائلته .. ولكنك ما تلبث أن تفهم .. إنه الحب الذي يجعل تلك الشقة الضيقة واسعة بهذا القدر ، فيبدو أنه كان يحاول اتباع المقولة الشهيرة " إذا جاء الفقر من الباب هرب الحب من النافذة" ، ولكن النافذة كانت مغلقة .. مما أدى إلى تكرر ارتطامه بها مرات عديدة موسعا مساحة المنزل .. وغني عن الذكر محاولاته المتعددة لفعل ذلك مع جميع النوافذ الأخرى ، فعرف أنه لا مكان له بعيدا عن المنزل الحبيب


إلى هنا أكتفي بهذا القدر من كلام الرحالة الكبير " مهابوف سيدوفسكي " .. واعدا إياكم بالمزيد منه في مقالة قادمة إن شاء الله

مراجع الرحالة "مهابوف" لمن يحب : مصر الحب .. للدكتور الياباني الشهير سوزوكي سويفت
أيضا : الحب مصر .. للمفكر الألماني الكبير مرسيدس بينز
أيضا : مصر هي الحب .. للأديب السويسري – المنتحر غالبا- رولكس


ونلتقي قريبا على خير .. وعلى حب



16 comments:

بـن سـيـنـاء said...
This comment has been removed by the author.
حــمــيدو said...

وماله يا حاج

اهم حاجه

الحب الحب

البوس البوس

مشتاق مشتاق



وليذهب المنطق الي الجحيم

بس يرجع بسرعه عشان المواصلات

Anonymous said...

سيبك من السيما و المتسلسلات .. عليك بإذاعة إقليمية زي نجوم إف إم دي إذاعه بتغطي تقريبا القاهرة الكبري لغايه المنوفيه كدا .. و اللي خلقك تحس إننا مش في مصر و إن الشباب كله بيرطن انجليزي و كل الاعلانات عن هيلتون طابا أند طابا يزرورت و عن الحجز في فنادق و منتجعات 5 نجوم ... لا و كله كوم و القضايا المطروحة هناك كوم .. تعملي ايه لو خطيبك سابك طب تعمل ايه لو حبيبتك قالتك ما بحبكش .. صباح الفل يا مصر

مهابوف سيدوفسكي said...

أبو حميد

الحب لو أخد الطريق السليم مافيش منه مشاكل .. لكن اهمال كل المشاكل الأساسية وإغراق المجتمع بالشكل ده بالحب وسنينه ، فده بينسي الناس أنها تواجه مشاكلها وتحلها

وفعلا .. المنطق ذهب للجحيم

نورت يا كبير
___________________________

عمدتنا

ماهو اللى بتتكلم عنه ده هو الجزء المعلن من مصر .. والباقي هو غير معلن

الغريب كمان أن ده بقى النموذج الأمثل اللى الناس عاوزة تكون زيه .. يمكن عشان ما بيتمش عرض غيره أصلا

صحيح
مصر بتقولك صباح النور يا عمدة !!

مَلَكة said...

الغريب إنك ما أدرجتش في المراجع الأخيرة أهم مرجع إنساني في لحب على الإطلاق...
عصيدة اللمبي للحتة الطرية!
ماعلينا
عارف فيلم
Love Story?
كان فيلم نزل تقريبا في أواخر الستينيات ورغم انه رومانسي بحت إلا إنه كسر الدنيا ومازال بيعد من أهم 100فيلم في تاريخ السينما
عارف ليه انتشر اوي وبالذات اما جه مصر هنا رغم ان ده كان وقت النكسة وحروب الاستنزاف والبلاوي دي كلها؟
لأن الناس من كتر همومها كانت محتاجة للجانب الانساني ده اكتر من احتياجها للتفكير في حلول مشاكل اقتصادية او مؤتمرات لحل النزاع العربي الاسرائيلي
وصلت يا رفيق؟
فكك بقى من الحوارات دي وقولي
أخبار الكرملين إيه:D?

مهابوف سيدوفسكي said...

ملكة

معاكي .. الانسان محتاج للمسة عاطفية .. دى مشاعر انسانية موجودة عند الكل .. لكن من الخطأ أتجاهل كل حاجة تانية عشان اللمسة دى

يعني مثلا .. واحد واقف في نص الشارع ، وعربية كبيرة جاية من بعيد هاتهفه لو فضل واقف .. لكنه فضل واقف مبحلق في حبيبته .. طبيعي دقيقة كمان والراجل هايلحق باسمه " رحمه الله" فورا

هو ممكن يعدي السكة ويتفادى العربية .. ويفضل يبص لحبيبته براحته .. بس الأول يخلص من الخطر المقبل عليه

ترتيب أولويات ليس أكثر


صحيح .. الكريملين ده مستحضر تجميلي صح ؟؟

مَلَكة said...

ترتيب الأولويات أهم طبعا
وانا مبقولش ان اللي بيحصل صح
انا بس بوضح ان هو ده السبب في ان الحب وهدية الفالانتاين أهم من مظاهرة في التحرير تندد بحكم الديكتاتورية
ماعلينا
الكرملين؟
يعني رفيق وشيوعية(اسم لا فعل)ومش عارف الكرملين؟
لأ طبعا مش مستحضر تجميل،تجميل ايه وبتنجان ايه؟
الكرملين ده نوع من انواع الحلويات يابني(نظرة عالمة معملية)

لا بجد عشان اللي ميعرفوش الكرملين وميقولوش بنروج لمعلومات خطأ
ده مبنى المخابرات الروسية
زي ال
CIA
بتاع أمريكا كدهوة
ولو غلط صححولي ياجودعااان

مهابوف سيدوفسكي said...

ملكة ..

وصلت وجهة نظرك عزيزتي .. فاهم قصدك تماما

بالنسبة للأخ الكريملين .. فشوفي .. الكريملين في روسيا = البيت الابيض في امريكا

اصلي سألت الراجل بتاع محل مستحضرات التجميل وقالي على الكريملين !!

نورتي يا ملكة

Anonymous said...

صح يا أمير..
أنا بتعجب فعلاً من الأفلام العربية..
بقينا ولا الأفلام الهندى ..!!
حضرتك عارف, إن صورتنا فى بقية الدول سيئة جدًا بسبب أفلام الهلس بتاعتنا
الناس فاكرانا كلنا سطحيين, وهبل, وبنعيط لو خضنا تجربة فاشلة !!

لكن الحق يقال من أمثلة الأفلام الهادفة اللى شفتها, فيلم إسمه (خالى من الكليسترول)
لأشرف عبد الباقى

الفيلم هادف جدًا..
بيتكلم عن الإعلانات الكاذبة, وازاى ان الواحد مش لازم يثق فى المنتج المعلن عليه لحد ما يجربه ويعرف أصله

ولا عجب إن هذا الفيلم لم يحقق نجاح ولا إيرادات
بالنسبة لمشاهدين أغلبهم من الشباب الباحث عن أفلام الرومانسية, والخيالات الواهية

شكرًا..
أختك الصغيرة ضحى عفيفى

Anonymous said...

معلش يا د.عماد
حصل خطأ فنى... :)

شكرًا لحضرتك مرة تانية على المدونة

مهابوف سيدوفسكي said...

ضحى عفيفي

انا سمعت فعلا عن فيلم "خالى من الكولسترول" واحد صاحبي حكالى الفيلم وكان معجب جدا بيه وازاى ان ده فيلم هادف وما إلى ذلك

وأساسا أول ما باسمع عن فيلم المواصفات دى باعرف أنه مش هاينجح بالنسبة للجماهير الحلوة بتاعتنا في الوقت الحالى .. وأفلام الهلس لا تعبر سوى عن شعب الهلس .. أو هلس الشعب لا فارق

ملحوظة صغيرة : كاتب المقال - اللى هو العبد لله - مش د.عماد .. لاحظى اسم المؤلف مع الوضع فى الاعتبار أن المدونة دى مشتركة

نورتي يا ضحى

Anonymous said...

مش فاهمة والله ..
يعنى مين اللى بيكتب المدونة بالظبط
طيب يعنى د.عماد بيكتب مقال وحضرتك بتكتب معاه..
طيب حضرتك مين بالظبط !! :>

بـن سـيـنـاء said...

ضحي عفيفي :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وجودك أدخل السرور علي قلوب كل المساكين ممن يكتبون في تلك المدونة الفقيرة ..

أختنا -- مدونتنا مدونة بدأت ثنائية الأبعاد كعمل مشترك بين أبو جردان و هو ( العبد لله - المفروض أن الأسم كان سرا عاوزين نتعب أمن الدولة شويه في البحث ) و الثاني حميدو ( و هو - أحمد - مشكاح- بمنتدي هريدي ) إنضم إلي أسرة التحرير مؤخرا أخونا موهابوف سيدوفسكي المعروف تح اسم مهاب بمنتدي هريدي كذلك

و اخيرا هناك مباحثات جادة لإنضمام بسطويسي - إسلام بوي - بالمنتدي السابق ذكره )

أتوجة بشكر خاص للسادة مباحث أمن الدولة أدينا وفرنا عليكم كل المعلومات -

ملحوظة جانبيه

ضحي عفيفي لا تنقطعي عن زيارتنا علي العنوان التالي - حلوان - طره ميدان - معتقل محرري تهليسات - زنزانة رقم 21 و نص - يرجي ذكر إسم الشاويش علي المظروف و إلا لن يلتفت لأي مظاريف

لمزيد من المعلومات أرجو موافاتنا علي أبو زعبل - لن يلتفت إلي أي زيارات غير مدعمه بخبز و قطعتين من حلاوة الرشيدي البغبغان

و أخيرا و ليس بأخر
الصفحة الشخصية ل د . عماد هي

www.aldawar.egyblogs.com

يسعدنا تواجدك أختنا هنا و هناك

أخوك

Anonymous said...

ضحي عفيفي - مدونتي تجديها تحت إسم الدوار - العمدة

سلامي

د. عماد الدين

مَلَكة said...

لا والله؟
ده الكرملين ده طلع حاجة حلوة جوي ياجدعان
طب حيث كدة بقى
مالاقيش منه بيج لو سمحت؟
:D

Anonymous said...

تهنئة بالمدونة
و إعجاب بإختيار الموضوع

كل حاجة لما تزيد عن حدها...تنقلب لضدها.....حتى الحب
و الحمد لله

دلوقتى الأطفال بيتولدوا يرضعوا حب و يشربوا حبوا و ياكلوا حب و يناموا على الحب و يصحوا على الحب و يشوفوا حب و يسمعموا حب و....

كفااااااااااااااايااااااااااااااة