Sunday, March 11, 2007

!مع مهابوف .. الوطن الخرمنطوي

وكما وعدتكم أعزائي .. عدت إليكم مرة أخرى بجزء من كتابات العظيم العبقري الفيلسوف المغامر الشجاع الجريء " مهابوف سيدوفسكي" .. قد يظنني البعض مجرد فاسوخة ليس إلا وأنني مجرد ناقل لكتابات العظيم سيدوفسكي.. حسنا .. هو شرف في حد ذاته فلن أنكره .. ولمَ أنكره..؟


تناولنا المرة السابقة مقتطف صغير من كتاب "هما هبوا بعض" ، تناول فيه كاتبنا المحبوب مظاهر الحب في مصر .. واليوم نطالع سويا جزءً آخر أكثر شمولا .. فلنتابع سويا



ولكن مصر هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي ، فهي قلب الحضارة ونبض الـ ..... - 3 صفحات من هذا الكلام - ................ لذلك ، فسننتقل الآن للحديث عن الكل بعد انتهائنا من الحديث عن الجزء .. ولك أن تتخيل عزيزي القارىء روعة هذا الكل إذا ما كان الجزء على هذا القدر من الجمال .. والحب


حديثنا أيها السادة عن ذلك الوطن الكبير الذي تتوسطه مصر الحبيبة .. أسمع البعض يقولون عنه الوطن العربي ، ولكن دعنى أؤكد لكم أيها السادة أنكم مخطئون في هذه التسمية .. وسأثبت لكم الآن خطأ هذا المعتقد .. ودعنا الآن نسميه الوطن الخرمنط
صراحة .. الكلام كثير داخلي ولا أدري من أين أبدأ .. مثلما تجلس على مائدة مليئة بأصنافك المفضلة وتحتار في البدء بأيهم .. ولكن حسنا .. دعنا نبدأ كلامنا بالحديث عن .... عن روح الأصالة داخل أولئك الخرمنطيون


تتجسد روح الأصالة بكل وضوح ، في تمسك الخرمنطيين واعتزازهم بقيمهم وتراثهم الحضاري .. ففي كل مكان داخل حدود الوطن الخرمنط أو خارجه تجد المتحمسين المدافعين عن قضية هامة من قضاياهم - ويبدو أنها الأهم على الإطلاق - وهي قضية الرقص الشرقي ، والحفاظ عليه من التدخلات الخارجية التي تهدف إلى إفساده وإخراجه من ملابـ ... أقصد من روحه الشرقية الأصيلة .. فللأسف الشديد قامت بعض الروسيات ومواطنات أمريكا الجنوبية باتخاذ الرقص الشرقي مهنة لهن ، مما أخرجه من بوتقته - البوتقة :حاجة زي القلة كده - كفن أصيل ، إلى مجرد وسيلة للكسب


ولمقاومة مثل هذه "الغزوات" الخارجية ، قامت الراقصات المحترفات بإنشاء مدارس لتعليم فنون الرقص الشرقي .. حتى تعلم الأجيال الجديدة وتتشرب روح الأصالة .. ولم يقتصر هذا الدور على النساء فقط ، بل تطوع فيلق من الرجال الأشاوس أيضا للقيام بدورهم القيادي في تعليم هذا الفن الأصيل للفتيات محبات الفن ، بأن يقوم بهز وسطه أمامهن بكل أصالة ، حتى يتسنى لهن تقليد الحركات ومن ثم اتقانها


وهذا ليس كل شيء .. فقد قام البعض أيضا بالمطالبة بإنشاء نقابة خاصة للراقصات لحماية حقوقهن من الضياع ، وللحفاظ على ذلك الفن الأصيل من التشوه والاختلاط بالفن الغربي .... وأذكر في مرة من المرات قيامي بسؤال إحدى الراقصات عن كفاحهن فردت قائلة فيم معناه أنها هي ومن معها وانطلاقا من شعورهم القوي بالانتماء ، فهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على تفردهم وأصالتهم .. ثم رفت يدها وأشارت بأحد أصابعها في الهواء في إشارة يبدو أنها تدل على النصر عندهم بشكل ما


ولكن .. لاتسيء الظن بالشعب الخرمنطوي من فضلك .. فهم لا يرفضون كل شيء من دافع الكراهية أو الرفض للرفض فقط .. كلا عزيزي ، فهم لديهم معاييرهم الخاصة بالرفض أو القبول .. فهم يعرفون متى وماذا يقبلون ، ومتى وماذا يرفضون .. فالأمر ليس على حسب الريح ما يودي الريح بالنسبة لهم أبدا


يكفي فقط أن تعرف عزيزي أنهم بكل حب وسماحة وعظمة ، لا يستطيعون في معظمهم إكمال جملة واحدة دون إقحام كلمات انجليزية عديدة في المنتصف .. دعك من كون بعض هذه الكلمات تكون خاطئة أساسا، أو تم استخدامها في مكانها غير الصحيح .. ولكن هم يفعلون هذا من فرط حبهم للآخر ، ويحاولون بشتى الطرق إبداء هذا في كل مكان وفي أي وقت .. على عكس باقي خلق الله مثلا الذين يفضلون دوما استخدام لغتهم الأصلية في محادثاتهم بينهم وبين بعض .. ولكن الخرمنطوي يا سادة لم يكن ليكون أنانيا ، بل هو يبث حبه للغير دوما دون طلب .. وبالمناسبة ليس الأمر مقتصرا على الانجليزية وحدها عزيزي ، بل يتجاوزها ليصل للفرنسية أحيانا أخرى .. ليتحول الأمر في بعض الأحيان إلى حوار كامل بأي لغة غير العربية ، وهي صفة مميزة تميز ذلك الشعب التاريخي .. الشعب الخرمنطوي


وأيضا .. لا يقتصر الحب واحتواء الآخر على الكلام بلغات أخرى فقط ، بل يمتد ليشمل الملابس وألوانها وشكلها وتفصيلتها وأنواع الخيوط المستخدمة واسم الترزى .. فيكفي أن تنظر لأي مدينة خرمنطوية لتشعر أنه لا فارق هنالك بينها وبين أي مدينة غربية أخرى .. فالحديث تحول للغات الغربية والملابس أيضا - فقط لإبداء الحب واحتواء الآخر - .. فماذا تبقى ؟
ماذا ..؟ أسماء المحلات ..؟


يا عزيزي .. دعني أقل لك .. لقد بلغ هؤلاء من الحب والتقبل درجة لم يصل لها أحد من قبل ، فلا يوجد محل واحد إلا وتترأسه الحروف الغربية .. وقلما تجد واحدا يضع حروفا عربية على واجهته على استحياء إلا قليل




وإلى هنا أعزائي أكتفي بكلام العلامة النابغة سيدوفسكي .. وفي تعليقي الخاص على كل هذا الحب الذي يفيض من السطور ، أن هذا الحب ليس أعمى ولكنه أعور .. يرى نعم ، ولكن بعين واحدة فقط .. لا يرى كل الأبعاد .. ودوما ينقصه البعد الثالث

ولمحبي البحث والتنقيب .. فيمكن مراجعة المراجع سابقة الذكر في المقال السابق ، بالاضافة إلى كتاب " هز يا وز " بقلم الفنانة العظيمة فوفو ميمي

6 comments:

حــمــيدو said...

الحمد لله

مصر مطلعتش دوله بوليسيه

طلعت خرمنطيه

الف حمد وشكر لك يا رب

بسطويسى said...

سيدوفسكى يا عزيزي مجرد النظر لوطنا الخرمنوطي حاليا يبث فى جسدي مشاعر
الاعتزاز
فمجرد النظر لقضيه الرقص الشرقى نجد ان راقصاتنا ابين الا ان يكن على القمه ليس فى رقص لا
اننا الان نجد الراقصات وبلا فخر عضوات فى نقابات الاطباء والمحاميين
والمهندزيين لو حبيت
وهذا ان دل يدل على مدي اخلاصهن الا محدود للوطنهن الخرمنوطى

اما بالنسبه لمعايير القبول والرفض فانى انظر لها من جهه اخري فانا اجدها محاوله طيبه لاثراء لغتنا العربيه بجديد الالفاظ العصريه ومثال على ذلك لفظ (بوب)ـ

مهابوف سيدوفسكي said...

حميدو

مصر جزء صغير من الوطن الخرمنطوي
بس مين قالك انها مش بوليسية .. يا عزيزي كونها خرمنطوية لا يعني بالضرورة كونها غير بوليسية

سلامي ليك يا حبي

مهابوف سيدوفسكي said...

بسطويسي .. زميلي العزيز

يابني .. الأيام دي في عصور "العولمة" مافيش فروق بين مهندزات ودكاطرة وكده .. المهم الفن والإبداع يا ريس مش مهم الشهادات ووجع القلب ده


ومالها كلمة بوب يا ريس ؟ عادية دي يعني .. وبعدين انا مش باتكلم على الكلمات دي ، انا قصدي الكلام الانجليزي في غير وقته وكده

سلام كبير للكبير

sofia said...

انت دمااااااااااااغ . بموت فيك يا معلم

Ahmed Al-Sabbagh said...

نظرا لتميز مدونتك تمت أضافتها لدليل الصباغ للمدونات

===============================

شاركنا الشعب الأمريكى أحزانه على ضحاياه فى ذكريات سبتمبر/أيلول الأليمة

لكن دعونا نُذّكر العالم بالجرائم الأمريكية التى أرتكبتها الولايات المتحدة ضد أبرياء وأطفال ومدنين

شارك وأدعم فكرة تخصيص يوم 30 أكتوبر يوما للجرائم الأمريكية


أحمد الصباغ